منتخبنا الوطني لعب للتعادل مع ايران فخسر منطقيا

مباراة الاحد فرصته الاخيرة للتعويض



منتخبنا الوطني لعب للتعادل مع ايران فخسر منطقيا





(16/11/2009)



العرب اليوم - احمد شريف

باتت حظوظ منتخبنا الوطني لكرة القدم في التأهل الى النهائيات الاسيوية التي ستقام في قطر 2011 في مهب الريح بل انها تقلصت الى حد التلاشي بعد خسارته امس الاول امام ايران بهدف دون مقابل على ارض الاخير ما لم تحدث معجزة حقيقية تشيع في نفوس لاعبيه الامل مجددا في الجولة المقبلة التي يستضيف فيها المنتخب ايران في عمان في اخر فرصة للمنتخب للابقاء على اماله قائمة بالتأهل.

المأزق الذي وضع منتخبنا الوطني نفسه فيه لن يكون له مخرج الا من خلال الفوز على ايران ايابا ليرفع رصيده الى اربعة نقاط مقابل 7 لايران وثمانية لتايلند المتوقع ان تجدد تفوقها على سنغافورة وهي تلعب على ارضها وبين جماهيرها ليدخل بالتالي منتخبنا حسابات التأهل من جديد.

ولا شك ان الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني يدرك صعوبة المهمة التي باتت تنتظره في ما تبقى من مشوار التصفيات لكن تصريحات المدير الفني عدنان حمد عقب مباراة ايران امس الاول والتي اشار خلالها ان الامل ما زال موجودا يشير ان منتخبنا سيتمسك بفرصته في التأهل الى اخر رمق لا سيما وان الباب ما زال مواربا من اجل دخول المنافسة بحسابات دقيقة.

لعبنا للتعادل فخسرنا

بالعودة الى مجريات لقائنا مع ايران نجد ان منتخبنا الوطني لعب من اجل التعادل وليس غيره فكانت الخسارة, فالخطة التي لعب بها منتخبنا الوطني كانت دفاعية بحتة كان الهدف منها واضحا وتمثل في ايقاف المد الايراني نحو مرمى عامر شفيع بشتى الوسائل والطرق دون ابداء اي فكر هجومي على مدار شوطي المباراة.

وبما ان مراد منتخبنا الوطني من المباراة كان واضحا من البداية حين سعى لاعبونا الى تقليل عدد الاهداف التي ستهز شباكنا فان الخسارة كانت حتمية وهز الشباك كانت مسألة وقت ليس اكثر ولعل الكرات العديدة التي ابعدها شفيع ومن امامه خط الدفاع المتين اكدت بصورة واضحة اننا نجونا من خسارة قاسية للغاية.

الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني بقيادة عدنان حمد تعامل بواقعية ما يملكه من امكانيات, فقد ادرك قبل اللقاء انه لن يكون ندا قويا لايران اذا ما لعب باسلوب مفتوح وبالتالي فان خيار الاقفال الدفاعي وبناء السواتر الدفاعية الاسمنتية كان هو الحل الامثل لخطف نقطة من فم الاسد الايراني او الخروج بخسارة معقولة قدر الامكان, وقد نجح في تحقيق الثانية بكل جدارة فقد كانت مشاركة بشار بني ياسين الى جانب حتم عقل وانس بني ياسين وباسم فتحي ومن امامهما بهاء عبد الرحمن ومحمد جمال اجراء سليما من الجهز الفني فقد اثبتت هذه المجموعة انها منسجمة في ادائها بشكل مثالي حيث نجحت في السيطرة على كافة المحاولات الايرانية وتكبيل المهاجمين الايرانيين وتحييد خطورتهم ولعل الهدف كان هو الهفوة الوحيدة التي ارتكبتها هذه المجموعة على مدار التسعين دقيقة.

اذا حمد كان موفقا في بناء السواتر الدفاعية وكانت اختياراته سليمة مئة في المئة لكنه لم يكن كذلك فيما يخص الجانب الهجومي فالعمليات اقتصرت على الثلاثي شلباية وحسونة وعامر وهؤلاء لم يكن بمقدورهم التغلب على الحيوية الايرانية لا سيما وان ادوارا دفاعية اضافية انيطت بهم لتتعطل الماكنة الهجومية لمنتخبنا بالكامل لدرجة ان الحصة الاولى من المباراة لم تشهد سوى فرصة واحدة لعامر ذيب ومثلها لحسونه الشيخ في الثانية.

منتخبنا الوطني كان موفقا في الجانب الدفاعي ومغيبا في الجانب الهجومي فكيف يمكن له ان يفوز? وكيف لمنتخبنا ان يهدد المرمى الايراني وثمانية من لاعبيه يمارسون ادوارا دفاعية محكمة دون اي واجبات هجومية?

عموما خسارة منتخبنا امام ايران كانت منطقية قياسا الى الاداء الذي قدمه المنتخبين وكلنا امل ان يصحح منتخبنا مساره في التصفيات الآسيوية من خلال تعديل خطته في مباراة الإياب التي ستقام الاحد المقبل وان ينجح في المزج بين المتانة الدفاعية والفاعلية الهجومية امام المرمى لعله يرد الدين للمنتخب الايراني ويفتح ابواب الامل في التأهل على مصراعيها من جديد... نأمل ذلك.