«الدستور» تحاور المدرب الوطني الخلوق .. جمال محمود : عملت مع الوحدات مدرباً ولم أسمى مديراً فنياً حتى استقالتي

«الدستور» تحاور المدرب الوطني الخلوق .. جمال محمود : عملت مع الوحدات مدرباً ولم أسمى مديراً فنياً حتى استقالتي



حاوره - عبدالله القواسمة

جاءت الاستقالة التي تقدم بها المدرب الوطني الخلوق جمال محمود من قيادة فريق الوحدات هذا الموسم بعد تعادلين مني بهما الأخير في مستهل حملة الدفاع عن لقب دوري المحترفين ، لتطوي صفحة ناصعة بالإنجازات التي كان جمال أحد أبرز المساهمين في صياغتها ، وهو الذي سبق له وأن كان أحد الأعمدة الرئيسية في ذات الفريق كلاعب فذ خلال عقد التسعينيات من القرن الماضي.

جمال الذي ارتأى مغادرة موقعه بالرغم من الدعوات التي وجهتها إليه جماهير الوحدات بضرورة البقاء ضمن الجهاز الفني تحت أي مسمى كان ، أبى إلا أن يغادر موقعه للخضوع إلى فترة نقاهة قد تطول أو تقصر بحسب العروض التي يتلقاها حالياً وبشكل دوري.

ولن يكون بإمكاننا تقديم مقابلتنا التالية مع جمال محمود إلا بعد أن نحيط القارئ بالتأجيل الذي طرأ عليها بعد المصاب الجلل الذي أحزن نجمنا والمتمثل برحيل والده عن هذه البسيطة ، إذ كانت (الدستور) قد استضافت جمال للوقوف على عدة قضايا هامة بدءاً من الأسباب التي أدت به إلى الابتعاد عن تدريب الوحدات في الموسم الحالي وانتهاء بسرد حكايته مع كرة القدم والوحدات لاعباً وما بينهما من إضاءات على العوامل التي ساهمت في اعتلاء الوحدات منصات التتويج خلال العقد الحالي وتالياً نص الحوار:.





لنبدأ مما آلت إليه أحوالك التدريبية .. لماذا خرجت من الجهاز الفني لفريق الوحدات بعدما كنت عضواً فيه لمدة زادت عن الخمسة مواسم .. هل توليك منصب المدير الفني في نهاية هذه الفترة كان البوابة التي أبعدتك عن الوحدات؟.

ـ في البداية لا بد من توضيح نقطة ربما كانت خافية على جماهير الوحدات وتنحصر بأنني لم أسمى مديراً فنياً لفريق الوحدات على الإطلاق بل مدرباً إلى حين تقدمي بالاستقالة من هذه المهمة بعد التعادل أمام اتحاد الرمثا بدوري المحترفين.

وبصراحة إذا أردنا أن نضع جماهير الوحدات والقراء في صورة ما جرى لا بد من تناول الأحداث التي سبقت ذلك ، ففي بداية الموسم توليت منصب مساعد مدرب الفريق مع الكابتن القدير عادل يوسف لكنني اعتذرت عن هذه المهمة لتضارب الواجبات خلال العمل مع زميلي في الجهاز الفني رائد عساف ، لأعود عن قرار الاعتذار بعدما توضحت المهام بشكل رسمي حيث تسلمت مهمة المدرب العام للفريق وعساف مهمة مساعد المدرب.

بعد بطولة الدرع ابتعد عادل يوسف عن الفريق وبحكم المسمى الوظيفي لي كمدرب عام توليت مهمة تدريب الفريق خلال تلك الفترة وخضنا (3) مواجهات هامشية ، في خضم سلسلة من التصريحات والأخبار والتحليلات عبر وسائل الاعلام تتناول المفاوضات التي يجريها النادي لاستقدام مدير فني جديد ، حيث كنا في الجهاز الفني نعمل ولا نلتفت لهذه التصريحات بل كان هدفنا الحفاظ على استمرارية التدريبات.

أعقب ذلك قيام مدير نشاط الكرة زياد شلبايه ورئيس النادي طارق خوري بمهاتفتي معاً حيث أخبرني الأول بأنني سأتولى مهمة المدير الفني للفريق في مباراة كأس الكؤوس أمام شباب الأردن قبل أن يعطي الهاتف إلى طارق خوري الذي أكد على ذلك مجدداً متمنياً لي التوفيق في المباراة ، كما أكد لي زياد شلبايه بأن مجلس الإدارة سينظر في موضوع المدير الفني بعد المباراة.

.. مرة أخرى .. عملت كمدرب ولم أسمى كمدير فني منذ ذلك الموقف وحتى تقدمي بالاستقالة ، وبعد فوزنا على شباب الأردن في مباراة كأس الكؤوس (2 - 1) بعثت بكتاب إلى الإدارة أكدت فيه بأنني إذ أوكلت لي مهمة المدير الفني فسوف أعمل بكل جهدي لإنجاح مسيرة الفريق ، كما أكدت في حال أبدت الإدارة رغبتها في إحضار مدير فني جديد فإنني على استعداد للعمل معه ، كوني غير مستعجل على القيادة الفنية بالفترة الحالية ، إذ كنت قد وضعت برنامجاً زمنياً لنفسي قبل الوصول إلى هذه الغاية ، كما كنت بحاجة إلى عام واحد على الأقل كي أبدأ رحلتي مع هذا المنصب.

كيف تقيم الفترة التي قضيتها على رأس الجهاز الفني للفريق ؟.

ـ كنا ننفذ سياسات النادي ولم نضع خططا واضحة المعالم كجهاز فني ، إذ طبقنا قرارات النادي سواء في رحلة سوريا التي لم تكتمل أو رحلة فلسطين التي خضنا فيها عدة مواجهات مع فرق الضفة الغربية ، لكن المحطة التحضيرية الأقوى تمثلت في بطولة شباب الأردن العربية التي خضنا فيها لقاءات قوية وأحرزنا لقبها بنجاح قبل أن يتعادل الفريق في مواجهتين من أصل ثلاث مواجهات خاضها بالدوري ، إذ تقدمت باستقالتي من تدريب الفريق بعد التعادل أمام كفرسوم ليس لهذه النتيجة بل للأجواء غير الصحية التي كان يعاني منها الفريق آنذاك دون الخوض في المزيد من التفاصيل المؤلمة ، علماً بأن الوحدات في مشاركاته السالفة في ذات البطولة كان يخسر بعض النقاط لكنه كان سرعان ما ينهض من جديد وصولاً إلى منصة التتويج.

ما هي العوامل التي ساهمت في تفوق الوحدات على صعيد بطولة الدوري في المواسم السالفة وحصوله على جميع الألقاب المحلية بالموسم المنصرم ؟.

ـ بداية لا بد من التوقف عن مقولة أن للإنجاز أو الانتصار أباء كثر وللخسارة أب واحد وشماعة واحدة يعلق عليها هذا الإخفاق ، فعند أي كبوة أو خسارة أو نقطة يهدرها الفريق كنا نجد حراكاً إعلامياً في وسائل الاعلام والتلفاز لتوجيه اللوم باتجاه معين ربما تؤدي في النهاية نحو المدرب أو اللاعبين ، فيما تجد أن من يمارس هذا الدور هدفه هو شحن الأجواء نحو أي من هذين الطرفين ، وهو أول من يتلقى أو يتقبل التهاني والتبريكات من الجميع لحظة فوز الفريق بلقب ما أو عند الصعود إلى منصة التتويج وأنا أرى أن صاحب الفضل في الإنجازات التي حققها الفريق في المواسم السالفة وتحديداً الموسم المنصرم هو جمهور نادي الوحدات الذي كان وما يزال يعتبر أحد أهم عوامل الحسم في العديد من المباريات المصيرية عبر التشجيع المثالي والمعنوي وحتى في الظروف الجوية السيئة ، ولن أنسى ما حييت وقوف هذا الجمهور العريض إلى جانبي في أحلك الظروف خاصة جماهير المنتديات وتحديداً منتدى الوحدات نت ، إذ كنت أشعر أن هذا المنتدى عندما يتناول أي أمر يخصني كان من منطلق النقد البناء دون أن ينال من شخصي بل نقداً موجهاً نحو الطريق الصائب بعيداً عن التجريح الشخصي.

العامل الثاني في تحقيق الإنجازات يتمثل بمجلس إدارة النادي عبر تذليل كافة الصعوبات التي كانت تقف أمام الفريق ، أما العامل الثالث فكان الروح الأسرية التي كانت سائدة داخل أروقة الفريق سواء على الصعيد الإداري ممثلا برئيس النادي مدير نشاط الكرة طارق خوري والقائم بأعمال مدير النشاط صلاح غنام حيث كان للأخير دور كبير في احتواء أي إشكالية تعيق الفريق واحتواء أي أزمة تواجهنا بحنكة إدارية قل مثيلها ، فالجميع يعلم بأننا كنا نعاني في الموسم الماضي من قلة الموارد المالية حيث كان صلاح غنام يتكفل بأغلب الحلول.

العامل الفني وينحصر في الجهاز الفني للفريق بقيادة أكرم سلمان ومدرب الحراس كاوا إبراهيم وكذلك عادل يوسف المدير الفني لقطاع الناشئين ومدرب الحارس عثمان برهومة ويوسف العموري وأخيراً اللاعبين الأبطال الذين ذادوا عن ناديهم في أحلك الظروف وأصعبها على الإطلاق وكانوا على قلب رجل واحد واستطاعوا إعادة صياغة التاريخ فهم شركاء مع الجماهير بالدرجة الأولى في صياغة هذه الإنجازات حيث صاحب جميع ما سبق ذكره صفاء النية لدى العاملين مع الفريق وهي الهالة التي غلفت أداء العاملين مع الفريق بروح الإنتماء وصولاً إلى تحقيق الإنجازات.

ما خططك المستقبلية ؟.

أنا الآن في فترة نقاهة ، إذ كنت بحاجة ماسة إليها بعد الجهد الكبير الذي بذلته خلال الأعوام الست الماضية مع الوحدات ، لا أخفيك أنني تلقيت عروضاً للتدريب في الخارج إضافة إلى عروض داخلية ، لا أستطيع أن أفصح عنها كونها ما زالت قيد التفكير ، لكنني أؤكد أنني لست مستعجلاً.

فزت مع الوحدات بجميع ألقاب الموسم الأول من عهد الاحتراف .. كيف رأيت هذا الوافد الجديد (الاحتراف) ؟.

لا أريد أن أكون متشائماً في رؤيتي للاحتراف ، فهو كنظام من شأنه أن يغني النشاط الكروي في بلدنا ، لكن آلية التطبيق جاءت حافلة بالأخطاء كوننا بدأنا بالخطوة الأخيرة وهي أسهل خطوة على الإطلاق والمتمثلة توقيع اللاعبين على العقود.

ومن خلال ملامستي لآلية تطبيق الاحتراف على أرض الواقع فإن الأولوية الأولى كانت بضرورة الاحتراف الإداري في كرة القدم قبل احتراف اللاعبين ، وهذا يفرض سؤالاً صارماً ، كيف بإمكان إدارات الأندية أن تجمع ما بين لاعب أو لاعبين وقعوا على مقدمات عقود كبيرة ويتقاضون رواتب مجزية مع إداريين لهذا النشاط متطوعين لا أحد يحاسبهم ويتولون الإشراف والمسؤولية عن اللاعبين ، وهم يرزحون تحت نير أفكار الهواية البالية.

برأيي أن جميع الإجراءات التي تم اتخاذها على هذا الصعيد لم تعطً المعنى الحقيقي لمفهوم الاحتراف ، في حين أن المستوى الفني للأندية لا يبشر بمستقبل واعد لكرة القدم الأردنية والسبب تفكير اللاعب الذي أصبح مرتبطاً بالمادة على حساب الاداء ، كما أن اللاعب والإداري أصبح بينهما هوة كبيرة.

لنعد إلى بداياتك مع لعبة كرة القدم وعلاقتك مع نادي الوحدات الذي نشأت فيه ؟.

بدايتي كانت كبداية أي لاعب من الأزقة والحارات الشعبية لأنخرط بعد ذلك في صفوف الوحدات في لعبتي كرة القدم والطائرة عام (1983) تحديداً مع فريق تحت سن (13) عاماً ، حيث كنت أصغر لاعب في النادي آنذاك وتدرجت مع فرق الفئات العمرية على صعيد كلا اللعبتين حتى عام (1989) ، حيث كنت كابتن فريق الوحدات للكرة الطائرة لتحت سن (16) عاماً ، قبل أن أتفرغ في ذلك العام للعب كرة القدم والتي كان تطوري فيها متسارعاً بشكل أكبر من الكرة الطائرة رغم حبي للعبة الأخيرة.

ظللت مع الفريق الأول حتى عام 2002( - )2003 انتقلت بعدها إلى نادي شباب الأردن ، حيث لعبت معه موسماً واحداً قبل أن أعتزل اللعبة ، خلال ذلك مثلت جميع المنتخبات الوطنية ، المنتخب الاول بين عامي 1990( - )1996 والمنتخب الأولمبي بين عامي 1990( - )1991 ، وأستطيع أن أختصر لك مسيرتي مع المنتخب الوطني بالصعبة حيث خضت (25) مباراة دولية تقريباً ، فيما كانت الإصابة إحدى الإشكاليات التي واجهت مسيرتي الرياضية بشكل عام حيث كنت أعاني من ضعف في أربطة الركبة وتمزق مزمن في العضلة الرباعية وهي التي تسببت في غيابي عن الملاعب لمدة موسمين متتاليين.

من هو المدير الفني الذي استفدت منه كثيراً ، سواء في الفترة التي سبقت اعتزالك أو الفترة التي دخلت فيها عالم التدريب ؟.

ـ لن أكون دبلوماسياً في الإجابة عن هذا السؤال فجميع المدربين بلا استثناء كان لهم إيجابيات وسلبيات في آن معاً ، سواء في فترة مزاولتي للعب أو انخراطي بالعمل التدريبي ، إذ استفدت من جميع المدربين بلا استثناء وأرى أن جميعهم كانوا على مستوى عالْ من الخبرة الفنية.




Date : 25-11-2009