منتخب الناشئين .. القصة من البداية وحتى بلوغ نهائيات آسيا

منتخب الناشئين .. القصة من البداية وحتى بلوغ نهائيات آسيا







عمان - مفيد حسونة وعودة الدولة - دخل منتخب الناشئين لكرة القدم تاريخ الكرة الاردنية من اوسع ابوابه ونقش اسمه في قمة لائحة الشرف باعلى الانجازات حينما بلغ نهائيات كأس آسيا والتي لم يحدد مكان وموعد اقامتها ووضع قدمه على الطريق نفسه الذي كان سلكه منتخب الاحلام - منتخب الشباب - حينما بلغ نهائيات كاس العالم كندا 2007 - بعدما تجاوز برزخ الوصول لنهائيات كاس اسيا للشباب.
بعثة منتخب الناشئين عادت صباح امس الى ارض الوطن وكان باستقبالها الكابتن محمود الجوهري مستشار سمو الامير علي - مدير الدائرة الفنية وخليل السالم امين السر واهالي نجوم المستقبل.
واذا كانت امارة العين بدولة الامارات العربية شهدت مسك الختام لمسيرة المنتخب بقيادة المدير الفني الانجليزي جوناثان هيل، ووضع قدمه بقمة الانجاز وبلوغ النهائيات الاسيوية بعدما حل ثانيا خلف منتخب الامارات بتصفيات المجموعة الرابعه، فان للحكاية بداية قص شريطها قبل ثلاثة اعوام باشراف عدد من المدربين الوطنيين كان اكثرهم تواصلا الكابتن وليد فطافطة الذي عاش مسيرة المنتخب كمدير فني وقبل اكثر من شهر مدربا عاما.
ولاننا في ''الرأي'' عشنا كل تفاصيل الانجاز فاننا وجدنا في استضافة فطافطة ما يعزز توجهنا في سرد حكاية منتخب الناشئين من البداية وحتى موعد التصفيات الاسيوية.





الجوهري: الانجاز
نتاج مراكز الموهوبين

اشاد الكابتن محمود الجوهري بالانجاز الكبير الذي حققه منتخب الناشئين وقدم التهنئة والتبريك الى سمو الامير علي بن الحسين رئيس الاتحاد والى اسرة الكرة الاردنية عامة.
واضاف الجوهري الذي كان يتحدث الى '' الرأي'' جهد كبير بذله منتخب الناشئين سواء من اللاعبين او الجهاز الفني ولعل فرحتي بالانجاز كانت لان هذا المنتخب هو نتاج عمل مراكز الامير علي للموهوبين لان غالبية اللاعبين انطلقوا من المراكز قبل ان يتوجهوا الى الاندية.
واضاف: لا شك بان المدير الفني جوناثان هيل ومساعديه بذلوا جهودا كبيرة خلال الفترة الماضية وكان على قدر المسؤولية بالتصفيات، مشيرا الى ان المنتخب خضع لمرحلة اعداد طويلة منذ اكثر من عامين ثم ببرنامج مكثف بدا اعتبارا من منتصف حزيران وحتى نهاية التصفيات حيث خاض 22 مباراة.
واشار الجوهري الى تقديره العالي لجهود المدير الفني والمدرب العام السابق وليد فطافطة والذي كانت له بصمات وجهد واضحان مشيرا الى ابعاد فطافطه عن المنتخب عشية سفره الى الامارات للمشاركة بالتصفيات جاءت لاسباب تتعلق بالية عمل الجهاز الفني بعدما وجدنا ان للاعبين ''ابوين'' ويجب ان يكون للاعب اب واحد بالتدريب.
السالم: تكريم لائق

من جانبة اعلن خليل السالم ان اتحاد كرة القدم بدا الاعداد لاقامة حفل تكريمي ضخم لمنتخب الناشئين سيتم الاعلان عن موعده في وقت لاحق مشيرا الى ان ما حققه المنتخب يمثل ترجمة لتوجيهات سمو الامير علي بن الحسين رئيس الاتحاد باهمية رعاية المنتخبات الوطنية.

قصة البداية

يروي وليد فطافطة المدير الفني السابق والذي عاصر المنتخب منذ تاسيسه وهوالقريب من اللاعبين '' قصة البداية '' فقال : كان ذلك في شباط من عام 2006 وكانت بعهد ولاده النجوم تحت اشراف مخطط الكرة الاردنية الخبير العربي محمود الجوهري عندما ظهروا في مراكز الامير علي للواعدين والذين توجهوا بعد ذلك للمشاركة في المهرجان الآسيوي الذي حققنا فيه نتائج طيبة وكان المدرب انذاك راتب العوضات ويومها استبشر المتابعون بولادة جيل جديد قادر على تحمل المسؤولية والذود عن قميص الوطن''.
واشار الى ان المهرجان الذي يقام وفقا لرؤية الاتحاد الاسيوي اقيم للمرة الثانية عام 2007 ويهدف الى تجهيز المنتخبات لتصفيات الناشئين كان يومها مديرا فنيا وتواجد معه خضر عيد مدربا ومنير ابو هنطش مساعدا.
وواصل فطافطة سرده للوقائع ''اصبح مسمى النجوم الصغار في عام 2008 منتخب الناشئين، وفي نيسان تم دعوة اللاعبين السابقين المشاركين في المهرجان في قطر لعامي 2006 و2007 وعددهم (27) لاعبا وتم اقامة اول دوري لتلك الفئة استمر لشهرين وقمنا برصد اللاعبين الجدد وعملنا على تصفيتهم واضافة الموجودين واجرينا عملية الاحلال والتبديل، وجرى استدعاء (70) لاعبا تم اختيار (30) منهم وثم الى (25) النواة الاساسية التي خاضت سبع مباريات تجريبية مع الفرق الاكبر سنا ليدخل خمسة لاعبين جدد من خلال الدوري ويتم اضافتهم للبقية وهم: عمر الدويك، احسان حداد، عبد الرحمن غيث، عمر خليل ومجد عنانزة''.
وانتقل منتخب الناشئين الى رحلة المباريات الودية الدولية وتحديدا عندما شارك في بطولة ماليزيا التي اقيمت تشرين ثاني الماضي ولعب المنتخب ثلاث مباريات، حيث تعادل مع المنظم مرتين 1/1 وامام سنغافورة بهدف لكل منهما.

نقطة الانطلاق

وتتواصل رحلة الانطلاق صوب عملية التألق والابداع التي جاءت ايضا بعودة الجوهري للكرة الاردنية والتي اتت ثمارها كما استذكرها فطافطة المدير الفني السابق للمنتخب وقال: كان الكابتن الجوهري الاقرب للمنتخب واللاعبين ومشرفا مباشرا ومتابعا حريصا للتدريب ووضع خطط الاعداد المتكاملة في بداية حزيران الماضي والتي زادت من ارتفاع مستوى اللاعبين وتطبيقهم للخطط والتكتيك بشكل احترافي.
وشملت المرحلة على (17) مباراة دولية من النوع القوي داخليا وخارجيا كان هدف الجهاز الفني منها وضع اللاعبين في البروفات الاخيرة قبيل قدوم التصفيات الآسيوية، وبدأت في تموز الماضي ولعب المنتخب فيها ثلاث مواجهات، حيث تغلب على البحرين 3/1 وتعادل مع كينيا بهدف لكل منهما وخسر امام تركمنستان 2/4.
استمرت قصة المتابعة الحثيثة التي وفرها الاتحاد ليتواصل برنامج الاعداد في اقامة معسكر خارجي في مصر خاض المنتخب فيه اربع مباريات فاز على الاهلي المصري بهدفين دون رد وخسر امامه 0/1، وخسر امام وادي دجلة 2/3، وبذات النتيجة مع الداخلية، علما ان مواجهات المنتخب في بطولتي البحرين ومصر كانت مع الفرق الاكبر سنا وجاء هدفها خلق الاحتكاك القوي مع البنية الجسدية ورفع منسوب الاداء.
ومع اقتراب العد التنازلي للتصفيات استضاف الاردن بطولة اتحاد غرب آسيا في شهر آب ولعب خلالها اربع مباريات، ففاز على البحرين 3/2 وتعادل مع فلسطين 1/1، وخسر مواجهتين امام العراق 3/1 وامام سوريا 0/2.
واكمل فطافطة شرح حكاية منتخب الناشئين الذي دخل تاريخ الانجاز: تواصلت اللمسات الابداعية بتواجد الخبير الانجليزي جوناثان هيل المدير الفني لقطاع الناشئين ذو السيرة المميزة في ذلك القطاع الذي اضاف نقلة نوعية متميزة تمثلت ايضا بعلاجه الكامل لكافة الاخطاء التي يقع بها اللاعبين خصوصا الدفاعية منها ليعمل الجهاز الفني المؤلف من جوناثن هيل وفطافطة وبيبرت كغدو وكامل جعارة بروح الفريق الواحد لوضع آخر المحطات الاعدادية.
وجاءت آخر التحضيرات في ايلول الماضي وهو الشهر الذي سبق التصفيات والذي تمثل في خوض ست مباريات كان الهدف منها الاستقرار على التشكيلة الرئيسية وتجهيز البدلاء، إذ خسر المنتخب امام سوريا 2/4 وتعادل امامه سلبيا في الثانية، كما تعادل ايضا بدون اهداف امام لبنان، واستمر مسلسل التعادل في مواجهتين امام العراق 2/2 وسلبيا دون اهداف، وقبل شد الرحال الى الامارات لبدء التصفيات خاض المنتخب مباراته الودية الاخيرة في دمشق امام سوريا خسرها 0/1.
وعن الحالة الفنية لوضع المنتخب في التصفيات اكد فطافطة ان الاردن استحق التأهل عن جدارة واستحقاق '' رغم الترشيحات التي صبت في مصلحة الامارات وعمان إلا ان منتخب الناشئين استحق التأهل وكان الاقوى في المجموعة الرابعة من حيث التكتيك والانضباط والتسجيل واستغلال الفرص''.
واشاد بحنكة الجهاز الفني بقيادة جوناثان وامتيازه وتفوقه على كافة مدربي منتخبات المجموعة بفضل قراءته لكافة المباريات الخمس امام الهند، تركمنستان، الامارات، قيرغيزستان وعمان مباركا الانجاز غيرالمسبوق الذي جاء بجهد جماعي منقطع النظير.
وختم فطافطة الحكاية: قطفنا ثمار الاعداد واللاعبون قدموا أعلى درجات النجاح واظهروا أن الكرة الاردنية قادرة على مقارعة الكبار في كافة المحافل.